كذبة بوش الكبرى ..!!

زئيفي باريل – هاآرتس

مشرف النافذة 23/3/1429
31/03/2008



ما الذي قاله بوش تحديدًا في الذكرى الخامسة لحرب العراق؟ قال: "إنها معركة ينبغي على أمريكا أن تفوز فيها، وهي قادرة على ذلك". إذن لماذا، وبعد مرور 5 سنوات، لم تكسب أمريكا الحرب؟
هذا السؤال طرحه الكاتب زئيفي باريل في صحيفة ها آرتس الإسرائيلية ، في مقال بعنوان (لقد انتصرنا بالفعل في الحرب)، هاجم فيه السياسة الأمريكية في العراق، وأكد على أن هذه الحرب ما هي إلا كذبة، روّجت لها الإدارة الأمريكية، ولم تحقق أيًا من أهدافها المعلنة، وفيما يلي ترجمة المقال:
ربما تكون- تصريحات بوش الأخيرة- إحدى الأكاذيب الجديدة التي رافقت هذه الحرب منذ بدايتها؛ فقد بدأت هذه الحرب بوَهْم، واستمرت بكذبة، وفي الطريق أنتجت استراتيجيات عديدة وفجائية، كان من أهمها خسارة سلاح الردع الأمريكي.
في البدء كان الوهم، حيث "البرهان القاطع" على أن صدام حسين يمتلك أسلحة نووية وبيولوجية للدمار الشامل، واستمرّ هذا الوهم عن طريق ادّعاء صلة بينه وبين تنظيم القاعدة.
ومن ثم أنتجت الحرب رُؤًى أكثر تماديًا في الخطأ؛ مثل فكرة تحويل العراق إلى دولة ديمقراطية، وبناء تحالفات استراتيجية بهدف تعزيز عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأخيرًا وضع حدّ للتأثير الإيراني في المنطقة.
تمّ ذلك في إطار جهل مدقع بواقع وإمكانيات صدام حسين، وبمدى استعداد الشيعة أن يكونوا حلفاء للأمريكان، وبالقوة الحقيقة للسنة. كما أخطأ مهندسو الحرب في اعتمادهم على التعاون التركي، كما أنهم لم يعوا أبعاد تسريح آلاف الجنود والضباط العراقيين الذين كانوا يعملون تحت رئاسة الرئيس الراحل صدام حسين.
وفي الوقت الذي أثبتت فيه تقديرات الخسائر البشرية والمادية فشلها، غرقت أحلام تدفقات عائدات النفط العراقية في مياه الخليج الفارسي (العربي). أما الحرب التي كان من المفترض أن تغير واقع العراق ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها، فقد تحولت إلى كابوس مزمن.
والآن أمريكا عالقة في العراق، وتحتاج إيران لتخليص نفسها بصورة تحفظ لها ماء وجهها، وهكذا تحوّلت دولة من أغنى وأهم دول المنطقة (العراق) إلى الاعتماد على إيران. والتناقض هنا يكمن في أن أمريكا تحاور إيران استراتيجيًا، في الوقت الذي ترفض فيه الحوار مع سوريا، وحتى وقتٍ قريب كانت تقف في طريق أي حوار إسرائيلي سوري. وربما تعاقب واشنطن دمشق على عدم إغلاقها حدودها مع العراق، لكن هذه السياسة لا تضرّ بمصالح سوريا وحدها، بل تعتبر عقابًا جماعيًا لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها.
إذا كانت حرب العراق ساهمت بأي شكل في تحريك عجلة السلام في منطقة الشرق الأوسط، فمجالها الأول كان لابدّ وأن يكون على الصعيد السوري الإسرائيلي.
ووفقًا لنظرية بوش، فإن عملية "الصدمة والرعب" التي بدأت بها حرب العراق، كان من المفترض أن تضع الفلسطينيين أيضًا على طريق السلام؛ وذلك ظنًا منه أنه بالإطاحة بصدام حسين سيجبر الفلسطينيين المذعورين على الهرولة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل. لكن مرّت خمس سنوات بلا جدوى، ويبدو أننا الآن نستعد لاستقبال خمس سنوات أخرى مماثلة. <hr SIZE=2>لمصدر المقال في صحيفة ها آرتس، انقر هنا