تطور الطائرات الموجهة بدون طيار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
ــــ
ظهرت الطائرات الموجهة بدون طيار كهدف للتدريب في بريطانيا عام 1924 و
عرفت حينئذ بالهدف الجوي و كان استعمالها كاهداف للمدفعية المضادة
للطائرات محدودا نظرا لصعوبة السيطرة و التحكم فيها. و بعد محاولات عديدة
لمدة قاربت 10 سنوات كانت التجربة الحقيقية للطائرة من دون طيار "ملكة
النحل" و التى انتجت للبحرية البريطانية عام 1934 و كانت سرعتها 110
اميال/ساعة و مدة طيرانها تقارب الاربع ساعات و لها قدرات عالية على
المناورة و يمكنها حمل اجهزة و معدات استطلاع حسب الوزن المصممة عليه و
لكنها في الحقيقة و طبقا لمطالب الاستطلاع الاستراتيجي خاصة للدول العظمى
كانت الطائرات الموجهة بدون طيار لا تفى بهذه الاحتياجات.
حتى ظهرت طائرات التجسس المختلفة و منها طائرة التجسس الامريكية u-z و
التى اسقطت فوق الاراضي الروسية عام 1960 و اسر الطيار الامريكي (باروز) و
بدا نشوب ازمة سياسية بين القوتين الاعظم و ازداد الامر سوءا بعد ذلك
بقليل بعد ان اسقطت المقاتلات السوفيتية طائرة استطلاع امريكية اخرى فوق
المياه الاقليمية بين النرويج و الاتحاد السوفيتي و اسر اثنان من ملاحيها
, هنا ظهرت الحاجة الماسة لتطوير و استخدام الطائرات الموجهة بدون طيار
للقيام بالمهام الحساسة في المناطق الخطرة جدا و كان اول استعمال عملياتي
في حرب فيتنام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما هي الطائرات الموجهة بدون طيار؟
............................................
عرفت هذه الطائرات عالميا باسم RPV أي الطائرات او المركبات التى لا
يتواجد بها طيار و يتم اطلاقها الى الجو باستعمال العجلات من ارض صالحة او
مدرج او بواسطة قواذف من على الارض او من طائرة اخرى او من فوق اسطح السفن
و حاملات الطائرات.
توجه لاسلكيا و يسيطر عليها لتقوم بالطيران و التحليق فوق منطقة عملها
لاداء مهمتها و العودة الى القاعدة ليعاد استعمالها مرة اخرى يتحكم في خط
مسارها و في السيطرة على الانظمة الفنية فيها لاسلكيا كما يمكن برمجة مهمة
هذه الطائرة ابتداء من وقت اقلاعها الى ادائها مهمتها و العودة الى
القاعده التى اطلقت منها او اى قاعدة أخرى و يتم ذلك بواسطة الحواسيب
الالية و الاجهزة المتواجدة بها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
تقسيم الطائرات الموجهة بدون طيار:
.........................................
أولا : من حيث الحجم و المهام:
الطائرات الكبيرة المعروفة بـ MAXI أو Highflayea و تتميز هذه الطائرات
بالحمولة الكبيرة و المدى الكبير و زمن الطيران الاكبر و قد تصل مدة
بقاءها في الجو اكثر من 10 ساعات متصلة و هي ملائمة للقيام بالمهام التى
تخرج عن قدرات العنصر البشري و اعمال الاستطلاع الاستراتيجي كما تستخدم في
دعم شبكات القيادة و السيطرة و تعمل غالبا باسلوب البرمجة الكاملة المسبقة
مع امكان التدخل من اماكن الاطلاق و مراكز التحكم و تتميز ايضا بالامداد
الفورى بالمعلومات ضمن نظام متكامل لجمع و تحليل و توزيع المعلومات على
مختلف المستويات و الاسلحة.
...........................
الطائرات المتوسطة الحجم المعروفة باسم midi و هذه الطائرات تتميز بمقطع
راداري صغير نسبيا عن الطائرات الكبيرة مما يقلل من احتمالات كشفها و
الشوشرة عليها و اسقاطها الا ان سرعتها و حمولتها اقل من الطائرات الكبيرة
و تطير على ارتفاعات اعلى من (8-10) كم و هي ملائمة لاغراض التصوير الجوي
و الاعاقة الالكترونية و الخداع الراداري باستخدام الرقائق المعدنية او
الخداع الراداري باستخدام الفوانيس الحرارية و غالبا ما تعمل للاستطلاع
التعبوى و يمكن ان تستخدم التوجيه بالاقمار الصناعية بنظام GPS خارج مدى
سيطرة المحطة الارضية و يوجد امداد فوري مستمر بالمعلومات عن الحالة
الفنية و احداثيات الطائرات و ذلك في نطاق عملها.
.................................
الطائرات الصغيرة المعروفة عالميا باسم MINI RPV و تعد هذه الطائرة الاكثر
شيوعا و استخداما من بين الطائرات بدون طيار و تمتاز بصغر الحجم مما يؤدى
الى صعوبة قصوى في اكتشافها و اصابتها او متابعتها راداريا و بالتالى
صعوبة اسقاطها بواسطة وسائل الدفاع الجوي المعادى الا انها من الواضح ان
حمولتها من المعدات و الاجهزة الفنية محدودة اذ تقتصر حمولة هذه الطائرات
على اجهزة تصوير تليفزيونية باستخدام الاشعة تحت الحمراء و تستخدم في
اعمال الاستطلاع التكتيكي كما يمكن استخدامها في اعمال اعادة الاذاعة و
التوصيل بين الطائرات المتوسطة وا لكبيرة و بين القاعدة .
وتتميز هذه الطائرات بسرعتها البطيئة (100-200) كم /س و حمولتها من
(10-50)كجم و قدرتها على البقاء في الجو من (4-10) ساعات و تحلق على
ارتفاع من 2-3 كم و لزيادة التأمين لها ضد الاكتشاف تستخدم أنواعا خاصة من
الطائرات و يمكن ان تتنوع اساليب عملها من اسلوب البرمجة الكاملة المسبقة
للطائرات و المستشعرات دون تدخل من الارض او بارسال المعلومات من الارض
اثناء المهمة و في حالة اسلوب البرمجة الكاملة للطائرة و المستشعرات فانه
يتم الاحتفاظ بالطائرة في مدى سيطرة المحطة الارضية و كذلك الاحتفاظ
بمستقبل قناة المعلومات الصاعدة مفتوحا على وضع الاستقبال لاسناد اي مهام
لحظية للطائرة و يعتبر هذا الاسلوب مزيجا من الاسلوبين السابقين كما يوفر
ميزة اساسية و هي الاحتفاظ باكثر من طائرة في الجو تقوم كلا منها بمهمة
منفصلة.
......................................
طائرات موجهة بدون طيار صغيرة جدا(الميكرو)
تعتبر من أحدث الطائرات المصنعة من الالياف الكربونية و يصل وزنها الى نصف
كجم و مدى بقائها في الجو الى 60 دقيقة و هي مزودة بكاميرا تصوير فيديو
ووصلة نقل بيانات بمحطة تحكم أرضية او طائرة هليكوبتر مصاحبة و التى يمكن
حملها في حقيبة خاصة خلف الظهر للجندى و يتم التحكم بها بواسطة حاسب محمول
(lap top)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانيا: من حيث التصميم و الشكل الخارجي:
1:طائرات موجهة بدون طيار ذات اجنحة ثابتة fixed wing و من امثلة هذه الطائرات الطائرة الامريكية (x/a50)
و هي طائرة ذات اقلاع و هبوط عموديين (vteol) لها جناح يستخدم بشكل ثابت كما يمكن تحويله الى شفرة دوارة فتتحول الى طائرة عمودية.
........................................
2: طائرات موجهة بدون طيار على شكل طائرة مروحية و من امثلة هذه الطائرة
(woap) من انتاج شركة (Aerovironment)و هي مجهزة ببطارية ليثيوم و هيكلها
مجنح و زمن بقائها في الجو يقترب من ساعتين.
.......................................
3:طائرة موجهة بدون طيار نفاثة(طائرة مقاتلة) متعددة المهام و من امثلة
هذه الطائرة هوك جلوبال و هي طائرة امريكية تقوم باعمال الاستطلاع طويل
المدى و الاشتباك و القصف الجوي و هي من انتاج شركة نورثروب جروبان
الامريكية.
اقصى ارتفاع لها 65 الف قدم بعد ان تقلع ذاتيا و تعتمد في اداء مهامها على
رادار SAR و يتم برمجتها قبل الاقلاع لتقوم باعمال قصف الاهداف المعادية.
تطلق هذه الطائرة نيران و مقذوفات و اسلحة موجهة و تشتبك مع نظم ارضية و
جوية و بحرية و تحلق لاثنتي عشرة ساعة متصلة حاملة اسلحة هجومية متطورة و
انظمة استشعار بحمولة قدرها طنان و هي تتمتع بدجة عالية من الاستقلالية في
اداء عملها.
ـــ ـــ ـــ ـــ ــــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ــ
خصائص الطائرات الموجهة بدون طيار:
تتميز الطائرات الموجهة بدون طيار بالبساطة في التصميم و الشكل و تعد
مكملا و ليس بديلا عن الطائرات العادية و غالبا تكلف بتنفيذ المهام و
الواجبات في المناطق ذات الحساسية الكبيرة في مسرح العمليات و يمكن تلخيص
هذه الخصائص فيما يلي:
- قلة تكاليف الحصول عليها و التى لا تكاد تذكر اذا ما قورنت بتكاليف
الطائرات العادية فمثلا ثمن الطائرة F-15 يعادل ثمن 1000 طائرة موجهة من
دون طيار.
- قلة تكاليف الوقود الذي تستهلكه اذا اخذنا بعين الاعتبار اسعار البترول
و الازمات التى تحدث للحصول عليه و ان تكاليف رحلة واحد لطائرة فانتوم
تعادل تكاليف 200 رحلة طائرة موجهة من دون طيار.
- قلة تكاليف تدريب اطقم العاملين عليها و صغر المدة لجعلهم متخصصين في
الاقلاع و التوجيه و الاصلاح و الصيانة حيث انه يمكن اتمام عملية التدريب
في ثلاثة شهور و يمكن جعلهم خبراء في ستة شهور فضلا عن ان الطيار يحتاج
الى ثلاث سنوات في المتوسط.
- امكانية القيام بمهام متعددة باستخدام نفس الطائرة و ذلك بعد تغيير الاجهزة و المعدات الفنية اللازمة للمهمة التالية.
- طول مدة بقائها في الجو يؤدي الى استمرارية متابعة مسرح العمليات بدون
اللجوء الى استخدام وسائل او طائرات اخرى حيث تصل المدة في بعض الانواع
الى 10-12 ساعة.
- امكانية توجيهها باللاسلكي و اداء مهمتها بواسطة الحاسب الالى المتواجد بها مما يمكن من برمجتها .
و الاهم من ذلك انه في حالة اسقاطها و تدميرها تكون الخسارة صغيرة جدا اذا ما قورنت بالطائرة العادية و بها الطيار.!!
ــــــــــ ـــــــــ ــــــــــــ ــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــــــــ ــــــــــــ ــ
مكونات نظام الطائرة من دون طيار:
- جسم الطائرة.
- المحرك.
- معدات الطيران و اجهزة الاتصال و الملاحة.
- الحمولة طبقا للغرض المجهزة من اجله.
- الحاسب الالى.
كما يمكن تزويد هذه الطائرات بالكثير من الظم مثل نظام الطيران الالى و
نظم الاتصالات الملاحية واجهزة اعادة الاذاعة و نظام محدد الارتفاع الدقيق
و نظام ملاحى لسلامة عودة الطائرة.
ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــ ــــــــــــ ـــــــــــــــــ ــــــ
التطور الحالي و المنتظر للطائرات من دون طيار:
أصبح من الضروري اتخاذ قرار لتحل الطائرات من دون طيار بديلا عن الطائرات
المقاتلة التي يقودها طيار وكان ذلك مع بداية القرن الجديد بعدما تمكنت
طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو اليوغسلافي من اسقاط طائرة مقاتلة من طراز
f117 الشبح عام 1999 وقد بينت الحملة الجوية على يوغسلافيا ان احتمال
فقدان طائرة مهما كان مستبعدا يظل امرا غير مقبول على الاطلاق ومن الواضح
ان آلة الحرب الامريكية تفضل انفاق الملايين من الدولارات على الاسلحة
التي تعمل بدون بشر بدلا من وضع الافراد الامريكيين في خطوط النيران حتى
ولو توفرت لدى القادة نظم السلاح الاخرى .
إن هذه الامثلة تعكس الحاجة الى تغيير جذري لبنية السلاح الجوي الامريكي
فالوقت قد حان لايجاد طائرات من دون طيار لتوصيل الرؤوس الحربية وجعل
الطيارين في منأى من الاخطار و بالفعل ظهرت الطائرات المقاتلة من دون طيار
مثل الطائرة بريديتور بعيدة المدى والطائرة هوك جلوبال وغيرها .